كتاب الابتزاز العاطفي لسوزان فورواود ماذا قالت فيه؟
يعد كتاب الابتزاز العاطفي لسوزان فورواود من أشهر الكتب عالمياً بهذا الصدد وقد استفاضت فيه المؤلفة بالتعاون مع دونا فرايزر Donna Frazier في تحديد وتشخيص الابتزاز العاطفي ومن ثم وضحت لنا كيف نواجهه وننتصر عليه بالتفصيل. والأجمل أنها ذكرت لنا من خلال كتابها العديد من الحالات الحقيقة للابتزاز العاطفي التي راجعتها في عيادتها النفسية وسنحاول من خلال مقالنا الحالي تقديم ملخص أو موجز لما ورد في كتابها فنتمنى لكم المتعة والفائدة.
بداية:
من هي سوزان فوروارد مؤلفة كتاب الابتزاز العاطفي
إنها الطبيبة النفسية سوزان فوروارد Susan Forward وقد بدأ عملها في مجال علم النفس عندما عملت متطوعة في معهد علاج الأمراض العصابية بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس. وهي حاصلة على درجة الماجستير في العلاج النفسي في نطاق العمل الاجتماعي ومن ثم على الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس.
مارست العلاج في عيادتها الخاصة على مدار سنوات طويلة; بالإضافة إلى عملها مع الكثير من المؤسسات الطبية; ومؤسسات العلاج النفسي في جنوب كاليفورنيا.
كتب سوزان فوروارد:
أصدرت سوزان فوروارد العديد من الكتب وقد جعلها كتابها الأول (1978) Betrayal of Innocence مرجعاً في مجال التحرش بالأطفال وإساءة معاملتهم; ومن ثم أعقبته بكتب أخرى نذكر منها:
- كتاب Men Who Hate Women and the Women Who Love Them صدر سنة 1986
- كتاب Toxic Parents وهو أيضاً من كتبها الذي حقق مبيعات عالية وقد صدر عام 1989
- كتاب Obsessive Love
- كتاب Money Demons
- كتاب When Your Lover Is a Liar
- كتاب Emotional Blackmail أو كتاب الابتزاز العاطفي وقد شاركتها في تأليفه ” دونا فريزر “
وللعلم فإن ” فوروارد ” متحدثة شهيرة في وسائل الإعلام; وتلقي دائماً محاضرات عامة; وقد عملت مستشارة شهود في قضايا كبرى في المحاكم.
ما هو الابتزاز العاطفي ؟
إقرأ ماذا قالت سوزان فوروارد عن الابتزاز العاطفي ملخصة فكرته:
” رغم أننا قد نتميز بالمهارة والنجاح في مجالات أخرى في حياتنا، فإننا نشعر بالحيرة وانعدام القوة أمام هؤلاء الناس حيث يبدو كما لو كانوا يلفوننا حول أصابع ايديهم ” .
” إنهم يدخلوننا حالة من الحميمية المريحة عندما يريدون منا شيئاً، ولكنهم كثيراً ما يهددوننا حتى يحصلوا على ما يريدونه. ويغمروننا بإحساس بالذنب ولوم الذات عندما يريدون ” .
” وربما كان أسوأ شيء أننا كلما استسلمنا للابتزاز العاطفي، فقدنا التواصل مع شخصياتنا المتكاملة وبوصلتنا الداخلية التي تحدد لنا ما ينبغي أن تكونه قيمتنا وسلوكياتنا ” .
إذا كان قد سبق لك أن فعلت شيئاً لا تريد فعله، ولكنك كنت تشعر بأنك مضطر لفعله حتى تحافظ على إحدى علاقاتك، فعليك أن تقرأ هذا الكتاب؛ لأنك لن تدرك طبيعة الابتزاز العاطفي القوية إلا بقراءتك كتاب الابتزاز العاطفي: عندما يستخدم من حولك الخوف، والإلزام، والشعور بالذنب ليتلاعبوا بك.
إن ممارسة الابتزاز -رغم أنها تُضايق في حد ذاتها- فهي مؤشر لمشاكل عميقة لدى كل من ممارس الابتزاز والمتعرض له. لماذا يشعر أحدهم بأن التهديد، أو التخويف هو الطريقة الوحيدة لحصوله على ما يريده؟ ولماذا يسمح الضحايا للمبتزين بأن يبتزوهم؟
كيف يكون الابتزاز العاطفي ؟
في حياة معظمنا شخص ربما يكون زوج أو ابن أو زميل عمل; نعمل على إرضائه لعدم رغبتنا في إساءة علاقتنا به أو ربما كنا في حالة من الصراع المستمر معه لأننا نستاء من ضغطه علينا لنفعل شيء نعرف أنه غير جيد أو غير مناسب لنا.
ويمكن تلخيص صفات ممارس الابتزاز العاطفي في تهديد واحد أساسي هو: ” إذا لم تفعل ما أريدك أن تفعله، فسوف أجعلك تعاني ” . ولأن ممارس الابتزاز يعرفنا معرفة جيدة، فإنه يستغل نقاط ضعفنا ليكسب موافقتنا على ما يريده.
عادة يسود العلاقات الطبيعية بين الأشخاص نوع من التوازن في الأخذ والعطاء; نأخذ من خلاله ما نريده لبعض الوقت; ثم يحصل الطرف الآخر على ما يريده في الأوقات الأخرى; أما ممارس الابتزاز العاطفي; فإنه لا يهتم بسعادتنا بقدر اهتمامه بالحصول على ما يريده فقط.
ويخلق ممارس الابتزاز العاطفي مشاعر الخوف، والالتزام، والشعور بالذنب لدى ضحيته، وهو ما يربك الضحية أحياناً في أن يعرف كيف يعامله.
عندما يوجد الخوف والإحساس بالذنب، فكثيراً ما نشعر بأننا نحن المشكلة وليس من يحاول ابتزازنا.
إذا مارس عليك زوجك، أو زميلك في العمل، أو أحد أقاربك أحد السلوكيات التالية، فاحذر من أن تقع ضحية للابتزاز العاطفي:
– التهديد بتعقد الأمور إذا لم تتوافق معه وتحقق مطلبه بما في ذلك التهديد بإنهاء علاقته بك.
– التلميح بأن ما يعاني منه من بؤس نتيجة لعدم موافقتك على ما يريده.
– تقديمه وعوداً كبيرة لك ستنالها إذا فعلت شيئاً معيناً، ولكن تلك الوعود لا تتحقق أبداً.
إننا نكف عن الثقة في بوصلتنا الداخلية في كل مرة نستسلم فيها. وهذه البوصلة الداخلية هي ما تخبرنا بما ينبغي أن نفعله حتى نحافظ على تكامل شخصياتنا. وكلما زاد تحقيقنا لما يريده المبتز منا، زاد فقداننا الرؤية لذواتنا الحقيقية.
سبب ضعفنا أمام المبتز العاطفي؟
الكثيرون ممن حضورا إلى عيادة ” فوروارد ” لمساعدتهم على التصدي للابتزاز العاطفي شكوا لها من شعور أطلقت عليه ” فوروارد ” اسم ” الثقب الأسود ” .
لقد كانت فكرة ترك شركائهم لهم فكرة مرعبة لديهم حيث جعلتهم يدخلون حالة عقلية مربكة، وقد فعلوا كل ما يستطيعون فعله للحفاظ على شركائهم.
تقول ” فوروارد ” : ” إننا قد نكون أقوياء وعقلانيين في كل مجالات حياتنا، ولكننا ننهار أمام أي رفض أو ما نتصور أنه رفض من شركائنا لنا ” .
وهذا الخوف من الهجران هو أساس معظم المخاوف الأخرى، وهو كل ما يحتاج إليه ممارس الابتزاز العاطفي لتحقيق أهدافه أن يثير لدينا ذلك الخوف.
ومع ذلك; فإن تكامل شخصياتنا; وراحة بالنا تعتمد على مواجهة المخاوف; وهذا هو ما تناقشه ” فوروارد ” في الجزء الثاني من كتابها; حيث تقدم الأدوات والوسائل اللازمة لتعرفنا على نقاط ضعفنا العاطفي حتى لا يستغلها ممارسو الابتزاز مرة أخرى; وفي هذا الجزء نتعلم كيف نثبت على مواقفنا; ونواجه المشاكل الحقيقية ونضع الحدود في علاقاتنا; ونتحلى بالقدرة على أن نقول لمن يبتزنا عاطفياً إن ما يطلبه ليس مقبولاً بالنسبة لنا; ونتجرأ على قول “لا” عندما نريدها.
تعليقات على كتاب الابتزاز العاطفي :
ليست هناك إلا طريقة واحدة للتعامل مع كتاب الابتزاز العاطفي؛ فرغم أن الجزء الأول من الكتاب تحت عنوان ” فهم المناورات الابتزازية ” وحده يستحق شراء الكتاب؛ فإن الجزء الثاني منه ذو قيمة أعظم؛ حيث تتجاوز ” فوروارد ” في هذا الجزء توضيح الابتزاز لتوضح لنا كيف نواجهه وننتصر عليه.
السلبية الوحيدة في الكتاب! هو أنه لا يتضمن قائمة بالمراجع أو الكتب الأخرى التي يمكن قراءتها في للتعمق أكثر وأكثر بالموضوع.
مع العلم أن كتب ” فوروارد ” ساعدت الملايين من الناس وقد ألفت أيضاً كتاباً أخر بعنوان:
Men Who Hate Women and the Women Who Love Them
لكن كتابها الابتزاز العاطفي حقيقة يعتبر نموذجاً جيداً للكتب المفيدة في مساعدة الذات; ويقدم إسهاماً مهماً في مجال علم النفس; حيث يشعر القارئ بعد انتهائه من قراءته بتقدير أكبر لمدى تعقد السلوك والعواطف التي يتضمنها الإنسان الواحد; فقد قال الكثيرون ممن ذكرتهم ” فوروارد ” في الكتاب عن شركاءهم أنهم ” أروع شخص في العالم وأكثرهم اهتماماً بي ” ، وأيضاً يقولون عنهم بنفس الوقت ” أنه بارد المشاعر لا يفكر إلا في نفسه ” والحق أن الطبيعة الإنسانية قد تتضمن الجانبين معاً; ومع ذلك فلا ينبغي علينا أبداً أن نقبل الابتزاز في علاقتنا مع هكذا شخصيات; لأن هذا يجرد العلاقة من معناها; فلا تجعل علاقتك تتعرض لهذا.
عالم نوح
اقرأ أيضاً:
مقياس الابتزاز العاطفي 14 إشارة تدل على أن أحدهم يتلاعب بك عاطفياً
التخلص من الابتزاز العاطفي وكيفية التعامل معه؟ ماذا تفعل إذا تعرضت للابتزاز؟
الابتزاز العاطفي ما هو وما هي أنواعه مع الأمثلة؟ تعرف عليه بشكل مبسط
نفسية المرأة في سن الأربعين كيف ستكون؟ ولماذا؟ وما الحل السحري؟
خطوات العلاقة الزوجية الناجحة | أربع أسرار لبناء علاقة زوجية ناحجة حسب ما يؤكده علم النفس
ما هي أنواع الذكاء التسعة تعرّف عليها بالتفصيل وحدد نوع الذكاء الخاص بك؟