صحن قذر سبب أهم الاكتشافات عبر التاريخالكسندر فيلمنغ
نروي لكم هنا قصة لأحد أهم الاكتشافات العلمية عبر التاريخ والتي كان سببها صحن قذر !!!
في أحد أيام أيلول من عام 1928 عاد الكسندر فيلمنغ من عطلته الصيفية إلى مختبره في العاصمة البريطانية لندن ولاحظ تكون شي غريب على صحن قديم كان قد تركه من غير تنظيف. الشي الغريب كان عبارة عن مستعمرة من العفن تكونت على الصحن ووقعت على شريحة فحص جراثيم المكورات العقدية فوجد أن العفن منع نمو هذه المكورات ; وهذا الأمر مهد لواحد من أهم الاكتشافات الطبية وهو البنسلين .
و من تلك اللحظة بدأ العلماء العمل على تنقية وتطوير هذا العفن! واستمر ذلك حوالي عشرة أعوام من بعد هذه القصة! ليتم استخدامه أول مرة تحديداً في العام 1942 وذلك في معالجة امرأة اسمها “أن ميللر” التي عانت من عدوى بعد الاجهاض.
ومنذ ذلك الوقت ساهم البنسلين باعتباره واحداً من أهم المضادات الحيوية في علاج وإنقاذ الملايين من الأرواح البشرية من مضاعفات العدوى والأمراض والعمليات الجراحية وخاصة في الحرب العالمية التانية الذي لولا هذا الاكتشاف لكان الضحايا أكبر بكثير …
ملاحظة فيلمنغ للعفن على الصحن; ألهم العديد من العلماء للبحث في هذا المجال; واكتشاف أنواع أخرى من المضادات الحيوية; مثل الستربتومايسين الذي اكتشفه عالم آخر اسمه سليمان واكسمان.
ماذا لو
لو أن فيلمنغ قام بتنظيف الصحون قبل ذهابه إلى عطلته! بالتأكيد أن حياتنا ما كانت ستتوقف; ففي فترة الثلاثينات كان قبل البنسلين عقار اسمه السلفوناميدات وهذا العقار الذي كان يستخدم بمعالجة العدوى والالتهابات وكان من الممكن أن نقوم بتطوير هذا العقار لأشكال أخرى مفيدة ولكن طبعاً هذا العقار انتهى بعد اكتشاف البنسلين الذي ساهم بانقاذ حوالي 200 مليون شخص حول العالم وبالعام 2010 وحده تم استهلاك حوالي 7.3 بليون واحدة منه حول العالم …
رغم هذا النجاح الكبير إلا أن فيلمنغ كان عنده خوف وتردد عبر عنه عند تسلم جائزة نوبل عام 1945 لأنه كان لديه احساس أن البكتيريا والجراثيم سوف تتطور وتخلق سلالات جديدة قادرة على مقاومة البنسلين والمضادات الحيوية الاخرى وفعلاً هذا الأمر الذي يحدث حالياً لذلك الخوف الأساسي ليس أن فيلمنغ كان من الممكن أن يتجاهل هذا العفن على الصحن وأن البشرية كان من الممكن أن لا يتم اكتشاف البنسلين الخوف حالياً من التطور الذي تقوم به سلالات البكتيريا للمقاومة …