فوائد حليب الإبل
منذ قرون كان حليب النوق أو الإبل مصدراً هاماً للتغذية في المجتمعات البدوية التي تقطن في البيئات القاسية مثل الصحاري ومع الكشف عن المزيد من فوائد حليب الإبل حديثاً يتم إنتاجه وبيعه تجارياً في العديد من البلدان، بالإضافة إلى أنه أصبحت متوفر عبر الإنترنت على شكل حليب مجفف وعبوات مبرّدة محفوظة.
في عام 2017، بلغ الإنتاج العالمي من حليب النوق الطازج الكامل 2.85 مليون طن، حيث تصدرت الصومال وكينيا بنسبة 64٪ من إجمالي الإنتاج العالمي. وكانت مالي وإثيوبيا أيضاً من كبار المنتجين له.
ومع توفر حليب البقر والغنم والمصادر المختلفة الموجودة في الأسواق، قد تتساءل لماذا يختار بعض الناس حليب النوق أو الإبل.
فيما يلي 6 من فوائد حليب الإبل و 3 أضرار أو سلبيات محتملة له
-
حليب الإبل غني بالمواد الغذائية الهامة:
حليب الناقة غني بالعديد من العناصر الغذائية المهمة للصحة العامة وسنفصل لكم السعرات الحرارية في حليب الإبل.
فعندما يتعلق الأمر بالمحتوى من السعرات الحرارية والبروتين والكربوهيدرات، فإن حليب النوق مشابه لحليب الأبقار. ومع ذلك، فهو يحتوي على نسبة أقل من الدهون المشبعة ويوفر المزيد من فيتامين C وفيتامين B والكالسيوم والحديد والبوتاسيوم.
كما أنه مصدر جيد للدهون الصحية، مثل الأحماض الدهنية طويلة السلسلة، وحمض اللينوليك، والأحماض الدهنية غير المشبعة، والتي قد تدعم صحة الدماغ والقلب.
يحتوي نصف كوب أي (120 مل) من حليب الإبل على العناصر الغذائية التالية:
- مجموع السعرات الحرارية في حليب الإبل: 50 وحدة حرارية
- نسبة البروتين في حليب الإبل: 3 غرامات
- الدهون: 3 غرامات
- الكربوهيدرات: 5 غرامات
- الثيامين: 29٪ من (DV) وهي الحاجة اليومية للإنسان.
- ريبوفلافين: 8٪ من DV
- الكالسيوم: 16٪ من DV
- البوتاسيوم: 6٪ من DV
- الفوسفور: 6٪ من DV
- فيتامين سي: 5% من DV
-
قد يكون الخيار الأفضل للأشخاص الذين يعانون من حساسية اللاكتوز أو الحليب:
إن عدم تحمل اللاكتوز هو حالة شائعة سببها نقص اللاكتاز، وهو الإنزيم اللازم لهضم السكر في منتجات الألبان المعروف باسم اللاكتوز. فهو يمكن أن يسبب الانتفاخ والإسهال والآلام في البطن بعد استهلاكنا لمنتجات الألبان.
يحتوي حليب الإبل على نسبة لاكتوز أقل من حليب البقر، مما يجعله أقل تأثيراً لكثير من الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز.
وجدت إحدى الدراسات التي شملت 25 شخصاً يعانون من هذه الحالة أن اثنين فقط من المشاركين كان لديهم رد فعل طفيف عند شربهم ما يقرب من 1 كوب (250 مل) من حليب الإبل، في حين أن البقية لم تتأثر.
يحتوي حليب الإبل أيضاً على بروتين مختلف عن حليب البقر، ويبدو أنه يتحمله الأشخاص الذين لديهم حساسية تجاه حليب البقر.
لاحظت إحدى الدراسات التي أجريت على 35 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 4 أشهر و 10.5 عاماً يعانون من حساسية حليب البقر أن 20٪ فقط كانوا حساسين لحليب الإبل من خلال اختبار وخز الجلد.
والأكثر من ذلك، لقد تم استخدام حليب الإبل لعلاج الإسهال الناجم عن فيروس الروتا لمئات السنين. تشير الأبحاث إلى أن الحليب يحتوي على أجسام مضادة تساعد في علاج مرض الإسهال هذا، وهو أمر شائع بشكل خاص عند الأطفال.
-
قد يخفض نسبة السكر في الدم والأنسولين:
تبين أن حليب الإبل يخفض نسبة السكر في الدم ويحسِّن حساسية الأنسولين لدى المصابين بداء السكري من النوع الأول والنوع الثاني.
يحتوي الحليب على بروتينات شبيهة بالأنسولين، والتي قد تكون مسؤولة عن نشاطه المضاد لمرض السكر. الأنسولين هو هرمون يساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم.
تشير الدراسات إلى أن حليب النوق يوفر ما يعادل 52 وحدة من الأنسولين لكل حوالي 4 أكواب (1 لتر). كما أنه يحتوي على نسبة عالية من الزنك، مما قد يساعد في تحسين حساسية الأنسولين.
في دراسة استغرقت شهرين على 20 شخصاً مصاباً بمرض السكري من النوع الثاني، تحسنت حساسية الأنسولين بين أولئك الذين يتناولون كوبين (500 مل) من حليب الإبل، ولكن ليس بين المجموعة أشخاص تناولوا حليب البقر لإجراء المقارنة.
وجدت دراسة أخرى أن البالغين المصابين بداء السكري من النوع 1 الذين شربوا 2 كوب (500 مل) من حليب الإبل يومياً بالإضافة إلى النظام الغذائي والتمرين وعلاج الأنسولين شهدوا انخفاضاً في مستويات السكر في الدم والأنسولين مقارنة مع أولئك الذين لم يتناولوا حليب الإبل. ثلاثة أشخاص لم يعودوا بحاجة إلى الأنسولين.
في الواقع، توصلت مراجعة 22 مقالة بحثية إلى أن 2 كوب (500 مل) يومياً هي الجرعة الموصى بها من حليب النوق لتحسين السيطرة على نسبة السكر في الدم لدى المصابين بداء السكري.
-
قد يحارب الكائنات المسببة للأمراض ويعزز المناعة:
يحتوي حليب الإبل على مركبات يبدو أنها تحارب مختلف الكائنات المسببة للأمراض. فالمكونان الرئيسيان النشطان في حليب النوق هما اللاكتوفيرين والغلوبيولين المناعي، وهما بروتينات قد تعطي هذا الحليب خواصه المناعية.
لاكتوفيرين له خصائص مضادة للجراثيم، ومضادة للفطريات، ومضادة للفيروسات، ومضادة للالتهابات، ومضادة للأكسدة. إنه يحول دون نمو الإشريكية القولونية، والالتهاب الرئوي، والكلوستريديوم، والبكتريا الحلزونية، والبكتريا الذهبية، والكائنات الحية التي يمكن أن تسبب التهابات حادة.
والأكثر من ذلك، وجدت إحدى الدراسات التي أجريت على الفئران أن حليب النوق يحمي من قلة الكريات البيض (انخفاض عدد كريات الدم البيضاء) ويخفف الآثار الجانبية الأخرى للسيكلوفوسفاميد، وهو عقار مضاد للسرطان; هذه النتائج تدعم خصائص تعزيز المناعة في هذا الحليب.
تشير البحوث الإضافية إلى أن بروتين مصل اللبن هو المسؤول عن قدرة اللبن على محاربة الكائنات الضارة. قد يكون له خصائص مضادة للأكسدة تساعد جسمك على محاربة أضرار الجذور الحرة.
-
قد يكون علاج التوحد بحليب الإبل
من أشهر فوائد حليب الإبل نجاحه في علاج التوحد حيث تمت دراسته لتأثيراته على الظروف السلوكية لدى الأطفال; وقد أشار الناس إلى أنه قد يساعد المصابين بالتوحد. معظم الأدلة غير سريرية، على الرغم من أن بعض الدراسات الصغيرة تشير إلى الفوائد المحتملة لتحسين سلوكيات التوحد.
اضطرابات طيف التوحد مصطلح شامل للعديد من حالات النمو العصبية التي يمكن أن تضعف التفاعلات الإجتماعية عند الطفل المتوحد وتسبب سلوكيات متكررة.
وجدت إحدى الدراسات أن حليب الإبل قد يحسن سلوك طيف التوحد عند الأطفال. ومع ذلك; استخدمت هذه الدراسة حليب البقر كعلاج وهمي ولاحظت أن العديد من المشاركين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز أو حساسية اللبن.
لاحظت دراسة أخرى أجريت على 65 طفلاً يعانون من مرض التوحد الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و 12 عاماً أن تناول حليب الإبل لمدة أسبوعين أدى إلى تحسن كبير في أعراض السلوك التوحدي التي لم تظهر في المجموعة الثانية.
على الرغم من أن الأبحاث تبشر بالخير في علاج التوحد بحليب الآبل إلا أنه لا يوصى باستبدال المعالجات القياسية المعتمدة للتوحد بحليب الإبل. بالإضافة إلى ذلك، تحذر إدارة الغذاء والدواء (FDA) الآباء من أن هذه الادعاءات ليست مبررة وتفتقر إلى الأدلة الكافية.
أخيراً، قد يفيد حليب النوق في الأمراض التنكسية العصبية مثل مرض الشلل الرعاشي ومرض الزهايمر، ولكن القليل من الدراسات على الحيوانات قد بحثت في هذه الإمكانية.
-
سهل الإضافة إلى النظام الغذائي اليومي
حليب الإبل يمكن أن يحل بسهولة وبشكل دائم محل الأنواع الأخرى من الحليب.
يمكن أن يستهلك ببساطة أو يستخدم في القهوة والشاي والعصائر والأطعمة المخبوزة والصلصات والشوربات والجبن والفطائر.
قد تكون هناك اختلافات طفيفة في الطعم حسب المكان الذي يأتي منه الحليب; يقال إن حليب الإبل الأمريكي ذو مذاق حلو ومالح قليل الدسم; بينما يحتوي حليب الإبل من الشرق الأوسط على نكهة مدخن (smoky).
لا تتوفر منتجات لحليب النوق مثل الجبن الطري والزبادي والزبدة على نطاق واسع! ذلك بسبب التحديات التي تعترض عملية التصنيع والتي تعزى إلى تكوين حليب الإبل ذاته.
السلبيات المحتملة أو أضرار حليب الإبل
على الرغم من أن حليب النوق يقدم لنا العديد من الفوائد، إلا أنه قد يكون فيه بعض الجوانب السلبية أيضاً.
-
حليب الإبل أكثر تكلفة:
حليب الإبل أغلى بكثير من حليب البقر، لأسباب مختلفة.
مثل جميع الثدييات، لا تنتج الجمال عموماً الحليب إلا بعد الولادة; ويبلغ طول حملها 13 شهراً. هذا يمكن أن يضع التحديات في وقت الإنتاج; في الأماكن التي يكتسب فيها حليب الإبل اهتماماً، يتجاوز الطلب العرض.
تنتج الإبل أيضاً حليباً أقل بكثير من الأبقار – حوالي 1.5 جالون (6 لترات) يومياً، مقارنة بـ 6 جالونات (24 لتر) لبقرة حلوب مدجنة لذلك.
في الولايات المتحدة، حيث تعد عمليات حلب الإبل جديدة، لا يوجد سوى بضعة آلاف من الجمال لديهم; كما تحد إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) بشكل كبير من استيراد حليب الإبل إلى الولايات المتحدة; مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار المنتجات الاستهلاكية.
-
حليب النوق قد لا يكون مبستر:
عادة يتم استهلاك حليب الإبل الخام بدون المعالجة الحرارية أو البسترة; لا ينصح العديد من المهنيين الصحيين بتناول الحليب الخام بشكل عام بسبب ارتفاع مخاطر التسمم الغذائي.
ما هو أكثر من ذلك، الكائنات الحية في الحليب الخام قد تسبب التهابات، وفشل كلوي، وحتى الموت; يتعلق هذا الخطر بشكل خاص بالأشخاص المعرضين لمخاطر عالية; مثل النساء الحوامل والأطفال وكبار السن وأولئك الذين لديهم أجهزة مناعية معرضة للخطر.
على وجه الخصوص، وجد أن حليب الإبل يحتوي على كائنات حية تسبب متلازمة الجهاز التنفسي في الشرق الأوسط; والسل، وداء البروسيلات (حمى البحر الأبيض المتوسط); وهي عدوى شديدة العدوى تنتقل من منتجات الألبان غير المبسترة.
لو تسألت هل يغلى حليب الإبل فنقول نعم ومن الضروري غليه حتى يتعقم ونتخلص من البكتيريا التي قد تكون مضرة لنا.
-
قد يثير مخاوف أخلاقية:
لقد تم استهلاك حليب النوق أو الإبل في العديد من المجتمعا الشرقية على مر التاريخ; ولكنه لم يصبح إلا مؤخراً سلعة غذائية تجارية في المجتمعات الغربية.
هذا يعني أن الإبل يتم استيرادها إلى المناطق التي لا تعيش فيها تقليدياً، مثل الولايات المتحدة; حيث يتم إنشاء مزارع ألبان الإبل لإنتاج الحليب على نطاق أوسع.
يجادل كثير من الناس بأن البشر لا يحتاجون إلى شرب الحليب من الثدييات الأخرى; وأن القيام بذلك يستغل هذه الحيوانات، بما في ذلك الأبقار والماعز والإبل.
يفيد العديد من مزارعي الإبل أن الحيوانات غير مهيأة جيداً للحلب الآلي; وأن هناك حاجة إلى التربية الانتقائية لزيادة إنتاجها من الحليب وتحسين سهولة حلبها.
لذلك، يتجنب بعض الناس حليب الإبل وأنواع أخرى من الحليب القائم على الحيوانات بسبب المخاوف الأخلاقية.
الخاتمة:
لقد كان حليب النوق جزءاً من الوجبات التقليدية لبعض الشعوب الرحل على مر التاريخ; وقد اكتسب مؤخراً الاهتمام كغذاء صحي في أكثر البلدان المتقدمة.
تظهر الأبحاث أن حليب النوق أو الإبل يتحمله بشكل أفضل الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز! ولديهم حساسية تجاه حليب البقر; كما أنه قد يقلل من نسبة السكر في الدم، ويعزز المناعة; ويساعد على بعض الحالات السلوكية والعصبية مثل مرض التوحد.
ومع ذلك، فإن هذا الحليب أغلى بكثير من الأنواع الأخرى، وغالباً ما يكون غير مبستر; مما يشكل خطراً على الصحة، خاصة في الفئات المعرضة للخطر.
إذا كنت ترغب في تجربة هذا المنتج وترغب بالإستفادة من فوائد حليب الإبل ولكن لا يمكنك العثور عليه بمنطقتك; فيمكنك شرائه عبر الإنترنت على شكل مسحوق أو عبوات مجمدة.
عالم نوح
اقرأ أيضاً:
حليب العناكب مغذي أكثر بأربعة أضعاف من حليب الأبقار
هل الزبادي يرفع السكر إليكم مفصلاً ما يقوله العلم عن الزبادي والسكر
ما هو الواي بروتين أو بروتين مصل اللبن وما هي أنواعه وطريقة استخدامه
حليب اللوز العضوي كيف يمكننا اختيار الأفضل منه؟ مع طريقة تحضيره البسيطة والموفّرة في المنزل
أعراض الحمى المالطية ما هي وكيف نميز أعراضها عن أعراض الحمى العادية