التخلص من الابتزاز العاطفي وكيفية التعامل معه؟ ماذا تفعل إذا تعرضت للابتزاز؟
تحدثنا في مقال سابق عن تعريف الابتزاز العاطفي وعن علامات وإشارات تدل على أن أحدهم يتلاعب بك عاطفياً واليوم سنتحدث عن كيفية التخلص من الابتزاز العاطفي وكيفية التعامل معه وسنحاول الإجابة عن سؤال ماذا تفعل إذا تعرضت للابتزاز من خلال ذكر بعض الحالات وتوضيح كيفية التعامل معها بالتفصيل فنتمنى لكم المتعة والفائدة.
6 حالات عن الابتزاز العاطفي وكيفية التخلص منها والتعامل معها
سوف نتكلم عن ستة تكتيكات للإبتزاز العاطفي نواجهها بعلاقتنا مع الشريك حيث يقوم من خلالها بمحاولة التلاعب بنا عاطفياً وسنذكر ما هي الطريقة الأفضل للتخلص منها وكيفية التعامل معها كي نتجنب الوقوع كضحية لهذا التلاعب
الحالة الأولى: عندما يستخدم الشريك أخطائه ضدك
المتلاعب هو شخص لديه مشكلة بالإعتراف بمسؤوليته و بالتالي يحاول دائماً أن يتملص منها ويحاول عكس الحقائق وتوجيه التهم إليك لكي تشعر بالذنب لأنك حملته هذه المسؤولية من الأساس ..
على سبيل المثال:
عندما تقوم بلوم هذا الشخص على عدم مساعدته لك بمشروع دراسي بالرغم من وعده لك بالمساعدة فبدل أن يقوم بالاعتذار و أن يحاول إصلاح خطئه فإنه سوف يقوم بعكس الأدوار وسوف يقوم بلومك لأنك أساساً طلبت منه ذلك بالرغم من مشاغله الكثير وسوف يشعرك بأنك أنت أناني ولا تفكر إلا في نفسك ولا تفكر فيه وبمشاغله وهمومه.
أو قد يعتذر منك شبه اعتذار مثل أن يقول لك : أنا أسف لكن كنت أعمل البارحة طول النهار ولم أنتهي حتى حلول الليل كان يجب علي أن أخبرك كيف أمر حالياً بظروف صعبة لكي تتمكن من تقدير هذه الظروف فتعذرني.
هذا النوع من الإعتذار هو أسوء من الإعتذار نفسه لأن المتلاعب هنا جعلك تشعر بالذنب لأنك طلبت منه أن يوفي بإلتزاماته ووعوده ويجعلك تخجل من نفسك لأنك لم تقدر ظروفه وأنه مشغول ومتعب رغم أنه وعلى الأغلب كذاب.
الحل:
التخلص من الابتزاز العاطفي في هذه الحالة بسيط فعندما تشعر أن الاعتذار سخيف وأنه غير صادق أو أن هذا الشخص يحاول أن يشعرك بالذنب فإياك أن تجعله ينفد من مسؤوليته أو أن تقبل اعتذاره.
لأن كل مرة تتقبل إعتذار مبني على الشعور بالذنب أو أنصاف الإعتذارات فأنت بهذه الحالة تعلمه أنه بكل مرة بإمكانه عدم تنفيذ مسؤولياته والتهرب منها وسوف يكرر هذا التصرف مرة واثنين وعشرة ( يجب الانتباه أن الأطفال قد يستخدمون هذا الأسلوب وسوف تستمر معهم حتى عندما يكبرون) وعليك أن توضح لهذا الشخص أن عليه الاعتذار بشكل صادق وحقيقي وأن لا يكون مشروط أو مقرون بتصرفات ومبررات.
الحالة الثانية: عندما يقول المتلاعب أمر ما ثم يقوم بنكرانه لاحقاً (الإستغباء)
المتلاعب سيوافق على طلبك ويقول لك حاضر ولكن لاحقاً عند وقت التنفيذ سينكر أنه قال ذلك أو أنه وعدك وببساطة إن لم يكن لديك إثبات واقعي وملموس أنه قال أو وعدك بذلك فسوف يستمر بإنكاره إدعائه أنك تختلق ذلك أو سمعت بشكل خاطئ.
المتلاعب دائماً لديه أسلوب سلس ليحرف كل محادثة ويصيغ لها معنى جديد بعيد تماماً عن الذي قاله مسبقاً ولديه طرق تجعلك تشعر بأنك متطلب أو ببساطة أن ذاكرتك ضعيفة.
بالنهاية تبدأ تشك بنفسك وتشعر بالذنب و تسامحه على هذا الوعد وهكذا يكون تم التلاعب بك عاطفياً بنجاح.
الحل:
إذا وجدت أن هذا الأمر متكرر و أنك تقع كثيراً بهذا الفخ فعليك دائماً أن تجعل طلباتك له بطريقة يمكن إثباتها إما عن طريق البريد الالكتروني أو برامج الدردشة أو تسجيل صوتي ومن ثم تقوم بحفظ لهذه الوعود المهمة والمؤرخة بتاريخ اليوم الذي أعطاك فيه الوعد وتطبعها وتعلقها في البيت أمامه أو أن ترسلها على محادثة بينك و بينه أو ترسلها له عبر البريد الالكتروني.
هذا التصرف فيه احتمال كبير بأن يثير غضب المتلاعب ويتهمك بأنك تشكك فيه ولا تثق به لكن مع ذلك سوف يكون إنكاره لهذه الوعود لاحقاً أصعب لأنه مثبت بدليل قاطع ولا يمكنه الكذب مجدداً
الحالة الثالثة: اصطياد شعورك بالذنب ليتحكم فيك بشكل كامل
وهو الحد الأقصى عند المتلاعب فالمتلاعب يقوم بالبحث (بشكل مقصود أو غير مقصود) عن نقاط ضعفك ويقوم بالضغط عليها إلى أن تستسلم بالنهاية أو أن تثور عليه وترفض هذا الضغط المتكرر.
الحل:
إياك أن تضعف أمام هذا الأسلوب وعليك دائماً أن تذكر شريك حياتك أو صديقك أنه بالغ راشد وبإمكانه أن يتعامل ببساطة مع رفضك لتلبية الرغبة التي يقوم بمحاولة جعلك تشعر بالذنب لأنك رفضت تنفيذها.
الحالة الرابعة: الإستخفاف بمشاكلك و تسخيفها
المتلاعب لايهتم أبداً بمشاكلك إلا في حال كان بإمكانه أن يستغل هذه المشكلة ليحقق شيئاً يريده.
مثال:
عندما تشتكي الزوجة لزوجها بأنها متعبة! فيقوم بالرد عليها أنه دائماً بحالة تعب وأن حياته كلها هي عبارة عن عمل وتعب!
هل تشاجرتي أنت وأمك؟! فلتحمدي الله أن لديك أم أنا عشت يتيم لا أعرف حنان الأم وحتى قبل أن تتوفى كنا كل يوم في شجار بوجودها وبعد وفاتها بكلا الحالتين لم أشعر أن لدي أم.
لاحظ أن المتلاعب دائماً يقوم بقلب الطاولة عليك; ويحول كل التركيز والأضواء عليه; بهذا الحالة ستشعر أنك أناني وعديم الشفقة وأن من يرى مصيبة غيره ستهون عليه مصيبته.
بشكل عام هم لا يلاحظون النرجسية التي لديهم وأنهم حولوا المحادثة كلها ليتكلموا عن وجعهم وليس وجعك.
الحل:
يجب عليك أن تبتعد عن هؤلاء الأشخاص لأن الشخص الأناني من الصعب أن يتعلم بأن يركز على غيره أو على ألم غيره عليك البحث عن الشخص المتفهم العطوف وذكاءه العاطفي عالي وقادر أن يشعر بك وبألمك.
الحالة الخامسة: استخدام الباب الخلفي
عوضاً عن الصراحة والمباشرة; المتلاعب يحاول أن يصل لما يريده بطرق ملتوية وجانبية; أو بإستخدام التعبير السلبي والعدواني لكي يصل لما يريد.
من الممكن أن يتكلم عليك من خلف ظهرك لناس آخرين; أو أن يدخل كوسيط أشخاص آخرين لتطلب منك أن تلبي ما يريده; لكي لا يظهر أمامك بمظهر سيء.
مثلاً من الممكن أن يدع صديقه يخبرك أنه من الضروري أن تنهوا العلاقة! أو أن تخبرك صديقتها أنها ليست سعيدة معك عاطفياً بمعنى أنه يقول لك كلام جميل! وأنه يحبك وبالمقابل تصرفاته تكون تماماً عكس الذي يقوله.
الحل:
عليك أن تتصارح أنت وشريكك وأن تتناقشوا عن أسباب هذه التصرفات; ومن المحتمل أن تسمع أجوبة دفاعية منه; ومن الممكن أن تثير غضبه في هذه الحالة; وسيوجه لك إتهامات بقلة الثقة; ولكن على الأقل بهذه الطريقة تريه أنك تعلم ماذا يفعل وأنك تفهم أساليبه.
الحالة السادسة: استغلال طيبة القلب و نقاط الضعف و الثقة المفرطة
هي وحدة من أبشع الحالات التي تخص التلاعب أو الابتزاز العاطفي; فالمتلاعب العاطفي عادة يبحث عن نقاط الضعف والأمور الحساسة التي لدى الضحية ليقوم بإستغلالها.
وعادة المتلاعبين العاطفيين يرتبطون -سواء بوعي أو بلا وعي- بأشخاص عندهم نزعة ليتم السيطرة عليهم أو يرتبط بالأشخاص الضعيفين الذين لديهم نقاط ضعف كثيرة.
المتلاعب هنا لديه موهبة إكتشاف نقاط الضعف عند كل شخص; وفيما إذا كان هذا الشخص يحب أن يضحي كثيراً مقابل سعادة الآخرين; أو ما هي الطريقة التي نجعل هؤلاء الأشخاص يتخلون عن حاجتهم وكرامتهم من أجل حاجة المتلاعب ومصالحه قبل مصالحهم.
المتلاعب عادة يظهر بالبداية كشخص مهتم وحساس! ويستخدم تكتيكات الذنب و طيبة القلب! ليخفي الذئب الذي بداخله و لكن مع الوقت عندما يتعرف على نقاط ضعفك يبدأ باستخدام التقنيات الأعنف لترضخ له.
الحل:
إذا كنت إنسان حساس وعاطفي سوف تكون معرض أكثر من غيرك لتكون ضحية متلاعب عاطفي! وعليك أن تتعلم جيداً كيفية تمييز المتلاعب العاطفيك والأساليب يلي يتبعها منذ بداية العلاقة; لكي تتمكن من تجنب الوقوع بحبه أو بعلاقات مع مثل هؤلاء الأشخاص.
بالنهاية هناك حالات ابتزاز عاطفي كثيرة ومتعددة; وأكتفينا هنا بذكر ستة منها فقط; فنرجو أن يكون مفهوم التخلص من الابتزاز العاطفي وكيفية التعامل معه قد وصلك; وإن كنت تتسأل كيف احمي نفسي من الابتزاز العاطفي أو كنت تتسأل ماذا تفعل إذا تعرضت للابتزاز أن يكون المفهوم العام قد وصل إليك.
عالم نوح
اقرأ المزيد:
مقياس الابتزاز العاطفي 14 إشارة تدل على أن أحدهم يتلاعب بك عاطفياً
الابتزاز العاطفي ما هو وما هي أنواعه مع الأمثلة؟ تعرف عليه بشكل مبسط
كتاب الابتزاز العاطفي لسوزان فورواود ماذا قالت فيه؟
النظرية البنيوية سيجموند فرويد تعرّف مفصلاً على الأنا والهو والأنا العليا
اجترار الأفكار: 10 نصائح ستساعدك على التوقف عن الأفكار المزعجة المتكررة