الانحيازات المعرفية | عندما يخدعنا عقلنا ونتخذ قرارات خاطئة! تعرّف مفصلاً عليها مع الأمثلة ج1

تعرّف مفصلاً على الانحيازات المعرفية

شارك رجل الأعمال إليون ماسك في تغريدة على توتير، صورة (انفوغراف) للتحيزات المعرفية أو الانحيازات المعرفية الخمسين – الأكثر شيوعاً – وكتب “يجب أن تُدرّس للجميع في سن مبكرة”
حصلت التغريدة على أكثر من 68 ألف إعادة تغريد، وأكثر من 318 إعجاب، وأكثر من 10 ألاف تعليق خلال أيام فقط.

ما هي الانحيازات المعرفية أو التحيزات المعرفية:

هي اختصارات يستخدمها العقل، عندما يحتاج المرء إلى اتخاذ قرار بسرعة. يمكن لهذه الانحيازات، أن تجعل الإنسان يتصرف ضد مصلحته، أو يختار خيارات يراها الأكثر منطقية لكن في الحقيقة هي عكس ذلك.
تُدرّس هذه الانحيازات كثيراً في علم النفس، التسويق، والاقتصاد.

في الماضي، ساعدت الانحيازات المعرفية البشر على النجاة والبقاء على قيد الحياة. ولكن في الوقت الحاضر، يمكن أن تكون عبئاً على الإنسان في حياته اليومية. حيث تعمل على خداع العقل وتؤثر على اتخاذ القرارات، وخصوصاً بعدما أصبح استخدامها شائعاً جداً في السياسة، والمجتمع والتسويق والاقتصاد.
لذلك من المهم أن نفهم ماهية هذه الانحيازات، وكيفية التعامل معها، وتجنب الوقوع فيها.

مخطط المعلومات البياني (الانفوغراف) الذي تم نشره قبل عامين، من قبل شركة الإقراض الامريكية TitleMax، وذكرت أن معرفة هذه الانحيازات يمكن أن تساعدك على تكون نسخة أفضل مما أنت عليه اليوم.
كما صنف المخطط مجال تأثير كل تحيّز من هذه الانحيازات المعرفية في ستة مجالات، تُعد هي الأكثر تأثيراً في حياتنا اليومية. هي (الذاكرة، المجتمع، التعليم، الإيمان، المال، السياسة).

يعتقد إيلون ماسك أنه يجب على كل طفل أن يتعلم هذه الانحيازات المعرفية، ربما نستطيع أن نتعرف على ذواتنا بشكل أوضح، ونصبح أكثر عقلانية في اتخاذ القرارات. ولا نسمح لأحد بالتأثير على حياتنا وقراراتنا.

نقدم إليكم في هذه المقالة 10 انواع من الانحيازات المعرفية:

1- خطأ الإسناد الأساسي / انحياز التبرير الأساسي / Fundamental Attribution Error:

نحكم على الآخرين بناءً على شخصياتهم أو طبائعهم، لكننا نحكم على أنفسنا بناءً على الموقف.
مثال: عندما تحصل على تقدير ضعيف في اختبار ما، فمن الممكن أن تُلقي اللوم، على أن المعلم سيء، أو أن الأسئلة صعبة أو غير واضحة، وتستبعد تماما حقيقة أنك لم تدرس. وعندما يحصل أحد زملائك في الصف على درجة عالية في الاختبار نفسه، قد تنسب أداءه إلى الحظ، أو المحاباة من المعلم، وتتجاهل الحقيقة؛ أن لديه عادات دراسية ممتازة.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان – المجتمع)

 

2- التحيّز للخدمة الذاتية / الانحياز للمصلحة الذاتية / Self-Serving Bias:

إخفاقاتنا ظرفية، لكن نجاحاتنا هي مسؤوليتنا. من أشهر الانحيازات المعرفية التي تحدث معنا.
مثال: عندما تنجح في اختبار قيادة السيارة من المرة الاولى، فأنت تعزو ذلك إلى جهودك في الدراسة، ومهاراتك العالية في القيادة والتحكم في السيارة والانتباه على الطريق.
وفي حال فشلك في الاختبار، فإنك بشكل فوري تعزو ذلك إلى حالة الطقس، الطريق المزدحمة، والمراقب السيء الذي زاد من توترك أثناء الاختبار، وتتجاهل تماماً أن قيادتك سيئة.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان – المجتمع – المال)

 

3- محاباة الجماعة / التحيّز للمجموعة / In-Group Favoritism

نحن نفضل الأشخاص الموجودين في مجموعتنا، بخلاف الأشخاص الموجودين في المجموعات الخارجية. وهي من أخطر الانحيازات المعرفية التي نقع بها.

تنشأ المحسوبية داخل المجموعة الواحدة نتيجة لتشكل المجموعات الثقافية، حيث يمكن تشكيل هذه المجموعات الثقافية بناءً على سمات يمكن أن تبدو تافهة، ولكن مع مرور الوقت، يطور الأفراد أفكار معينة وربطها في سلوكيات.

مثال: يمكن لأحد المدراء اختيار شخص ما، لوظيفة ما، من بين مرشحين كُثر، لأنهم فقط كانوا يدرسون في نفس الكلية. في حين نجد أن الأطفال يمكن أن يسمحوا لشخص غريب بالجلوس معهم فقط لأنهم يلعبون نفس ألعاب الفيديو.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان – المجتمع – السياسة)

 

4- تأثير العربة / Bandwagon Effect:

الأفكار والمعتقدات والموضة، تنمو كلما تبناها المزيد من الناس. حيث يزداد معدل تقبل المعتقدات والأفكار والموضة والنزعات، عندما يعتنقها آخرون. وهي تعتبر من أخطر الانحيازات المعرفية أيضاً.

بمعنى أبسط، تأثير العربة يعني زيادة احتمالية تبني الفرد لفكرة أو فعل ما، كلما زاد عدد الآخرين الذين سبقوه لهذا. عندما يزداد جماهيرية شيء ما، فإن الآخرين يقفزون إلى العربة، ومن هنا جاءت التسمية.

مثال: يمكن لشخص ما أن يدعم فريقاً رياضياً، على الرغم من أنه لم يهتم بهذا الفريق من قبل، فقط لأن الفريق بدأ يحصد الجوائز والألقاب والدعم ممن في محيطه.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان – المجتمع – السياسة)

 

5- التفكير الجماعي / Groupthink:

بسبب الرغبة في التوافق والانسجام في المجموعة، فإننا نتخذ قرارات غير عقلانية، غالباً لتقليل الصراع. حيث يتجنب بعض المشاركين في الحوار طرح وجهات النظر التي قد تؤدي إلى عدم توافق الآراء، في محاولة منهم بأن لا يظهروا في صورة الحمقى أو لتجنب غضب بعض المشاركين.

من الأمثلة على ذلك قضية خليج الخنازير كانت محاولة فاشلة من جانب القوات التي دربتها وكالة المخابرات المركزية من الكوبيين المنفيين لغزو جنوب كوبا وقلب النظام على فيدل كاسترو.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان – المجتمع – السياسة)

 

6- تأثير الهالة / Halo Effect:

نوع من التفاوت في الحكم الفوري. بحيث إذا رأيت أن لدى شخص ما، سمة إيجابية، فسوف ينتقل هذا الانطباع الإيجابي إلى سماته الأخرى، والعكس صحيح في السمات السلبية. وهي من أطرف الانحيازات المعرفية التي تحدث معنا.

مثال: عندما يلحظ الفرد أن الشخص الموجود في الصورة جذاب وحسن الهندام واللباس، فيفترض من خلال تأثير الهالة، أن الشخص الموجود في الصورة طيب وكريم.

مثال: في الفصل الدراسي، يكون المعلمون عرضة للوقوع في تأثير الهالة عند تقييم الطلاب، حيث يفترض المعلم أن الطالب ذو الهندام الأنيق والتصرف الحسن، هو أيضاً ذكي ومجتهد. قبل أن يقوم بتقييم موضوعي لقدرة الطالب في هذه المجالات. حيث أثبتتت الدراسات أن المعلمين يضعون بشكل عام، توقعات لطلابهم لا تستند على الدرجات الدراسية فقط، ولكن أيضاً على مظهرهم الجسدي.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان – المجتمع – السياسة)

 

7- الحظ الأخلاقي / Moral luck:

يحدث وضع أخلاقي أفضل بسبب النتيجة الإيجابية ويحدث وضع أخلاقي أسوأ بسبب النتيجة السلبية. حيث نقوم بإلقاء اللوم، على شخص ما، لكونه جباناً أو مستقيماً أو أنانياً، في حين أن جميع هذه التصرفات خارجة عن إرادته.

مثال: سمير وسعيد جيران، يعملان في نفس الشركة ويعودان إلى المنزل في الساعة الخامسة، كلاهما قام بتجاوز إشارة المرور الحمراء. فجأة صدم سعيد طفلاً أدى إلى دخوله المستشفى. في هذه الحالة نحن نلقي باللوم المضاعف على سعيد كونه تجاوز الإشارة الحمراء وصدم طفلاً، في المقابل لا أحد يلقي باللوم على سمير الذي قام بذات التصرف لكنه كان (محظوظاً اخلاقياً).

حيث نقوم باللوم أو الثناء الأخلاقي على فعل ما أو عواقبه حتى لو كان من الواضح أن هذا الشخص لم يكن له سيطرة كاملة على الفعل أو عواقبه.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان – المجتمع – السياسة – الذاكرة)

 

8- الإجماع الخاطئ / الإجماع الكاذب / False Consensus:

يعتقد الناس، بأن آرائهم ومعتقداتهم وصفاتهم أكثر شيوعاً، في الآخرين مما هي عليه في الواقع.
مثال: إذا كنت تحب الفلافل، ستعتقد أن جميع الناس يحبون الفلافل مثلك، وسيكون من الصعب جداً أن تتخيل شخص لا يحب الفلافل.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان – المجتمع – السياسة)

 

9- لعنة المعرفة أو لعنة العلم أو Curse of Knowledge:

بمجرد أن نعرف شيئًا ما، نفترض أن كل شخص آخر يعرفه أيضاً. هذا الانحياز المعرفي، يؤدي بالأشخاص المتعلمين والمثقفين لإيجاد صعوبة في التفكير بالمشاكل من وجهة نظر أشخاص أقل تعلماً وثقافة. وتجعل من الصعب على الناس التنبؤ بسلوك الآخرين.
مثال: قد يفاجأ السائق المتمرس بشيء خطير يفعله السائق الجديد، لكن ببساطة السائق الجديد لا يفهم خطورة ما يفعله.
في التعليم، قد يكون هناك معلم ذكي جداً، لكنه سيئ أيضاً في التدريس الفعلي، وإيصال المعلومة، حيث أنه يستخدم الكثير من المصطلحات لدرجة أنك لا تستطيع متابعة تفسير ما يقول.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان – المجتمع – السياسة – الذاكرة)

 

10.تأثير بقعة الضوء أو  Spotlight Effect:

إننا نبالغ في تقدير مقدار اهتمام الناس بسلوكنا ومظهرنا.

مثال: لو ارتكبت خطأ اجتماعياً ما، تكون تلك اللحظات محرجة للغاية بالنسبة لك. يمكنك تذكرها لمدة أسابيع، شهور، حتى سنوات. وهذا يجعلك تبذل جهداً لتجنب الأشخاص الذين شهدوا ذلك الموقف. لكن في الواقع، لا يتذكر معظم هؤلاء الأشخاص ما حدث. و ربما لم يكونوا قد لاحظوا ذلك أصلاً.

مجال التأثير في هذا التحيّز (المجتمع – الذاكرة).

 

يمكنكم هنا متابعة تتمة المقال عن هذه الانحيازات المعرفية نتمنى لكم دوام المتعة والفائدة.

التحيّزات المعرفية | عندما يخدعنا عقلنا ونتخذ قرارات خاطئة! تعرّف مفصلاً عليها مع الأمثلة ج2

الانحيازات المعرفية | عندما يخدعنا عقلنا ونتخذ قرارات خاطئة! تعرّف مفصلاً عليها مع الأمثلة ج3

عالم نوح

المصدر: 1 , 2

إقرأ أيضاً:

العلاقات السامّة | علامات تخبرك بأن علاقتك فاشلة وقد حان وقت المغادرة

دق على الخشب أو امسك الخشب تعرف على تاريخ وتفاصيل هذه الخرافة

Lama:
مواضيع ذات صلة